غزة تنهض من الرماد: سوق الفلاحين وشهادة الصمود

أشاد نائب رئيس مركز حريات للدراسات السياسية والإستراتيجية، الأستاذ "إسلام الغمري"، في مقال دوري يخص به وكالة إيلكا للأنباء، بالصمود التاريخي للشعب الفلسطيني في غزة؛ والذي ترتسم ملامحه في عودة الحياة إلى الشوارع والأسواق، والتي يكون سوق الفلاحين في شمال غزة أحد الأمثلة الناصعة لذلك؛ حسب وصفه.
كتب الأستاذ "إسلام الغمري"، نائب رئيس مركز حريات للدراسات السياسية والإستراتيجية، في مقاله الدوري الذي يخص به وكالة إيلكا للأنباء عن عودة الحياة إلى مدينة غزة ما يلي:
في قلب غزة، حيث يمتزج الركام برائحة الأرض التي ارتوت بدماء الأبرياء، ينهض الأمل من جديد؛ وسط الدمار الذي خلفته حرب 2023-2024، يعود سوق الفلاحين في شمال القطاع المنكوب ليكون شاهدًا على أن إرادة الحياة أقوى من القنابل، بضائع قليلة، ووجوه متعبة، لكن العيون تلمع بإصرار لا يُكسر.
هنا، في هذا السوق الصغير، لا يُكتب الصمود بحبر الكلمات، بل بجهد الفلاحين الذين يزرعون رغم الحصار، وبإصرار التجار الذين يعيدون بناء أكشاكهم من بقايا أحلامهم المحطمة.
إن عودة الحياة إلى غزة لم تكن مجرد حدث عابر، بل هي شهادة تاريخية على أن شعبًا يملك هذه الإرادة لا يمكن لأي قوة على ظهر الأرض أن تقتلعه من أرضه، فرغم استشهاد عشرات الآلاف، وتشريد ما يقارب مليوني إنسان، عاد الفلاحون إلى السوق يحملون بضاعتهم القليلة كما يحملون راية الكرامة؛ هذا ليس انتصارًا عسكريًا، بل انتصار إنساني يتجاوز حدود القوة الغاشمة التي حاولت طمس هوية شعب بأكمله، وإنه درس للعالم بأن القنابل قد تدمر الحجر، لكنها لا تستطيع أن تقتلع الجذور.
منذ النكبة عام 1948، والشعب الفلسطيني يواجه محاولات الاقتلاع، احتلال، حصار، حروب متكررة، ومع ذلك، بقي متمسكًا بأرضه كما يتمسك الطفل بأمه.
وفي غزة اليوم، بعد أن دمرت الحرب 90% من المرافق الصحية والمدارس، وبعد أن حولت أحياء بأكملها إلى أطلال، يعود سوق الفلاحين ليعلن أن الحياة لن تتوقف؛ بضعة كيلوغرامات من الخضروات، وأكياس من الحبوب، قد تبدو تافهة في عيون من يعيشون الرفاهية، لكنها هنا رمز للتصميم الذي لا يلين، وكل حبة تمر بين يدي تاجر هي قصيدة صمود، وكل صوت يعلو في السوق هو نشيد للحياة.
إن إعادة فتح سوق الفلاحين ليس مجرد عودة للحياة الاقتصادية، بل هو إعلان بأن الاقتصاد الفلسطيني، رغم التدمير الممنهج، قادر على النهوض من جديد؛ فبينما تحاول القوى المحتلة فرض معادلة التجويع، يثبت الفلسطينيون أن لديهم القدرة على بناء منظومة مقاومة اقتصادية، وإن كانت متواضعة، لكنها راسخة. هنا، لا يُراهن الفلسطينيون على وعود المساعدات الدولية أو خطط إعادة الإعمار التي تبقى حبرًا على ورق، بل على سواعدهم التي تزرع وتحصد، وأيديهم التي تبني وتعمر.
المجتمع الدولي، الذي أعلن في يوليو 2024 أن الاحتلال غير قانوني، وقف عاجزًا عن تطبيق قراراته، تمامًا كما حدث مع عشرات القرارات السابقة، وهنا لا يُراهن الفلسطينيون على عدالة المؤسسات الدولية، بل على عدالة يصنعونها بأيديهم، عبر الزراعة، البناء، والصمود.
لن يفهم هذا المشهد من ينظرون إلى فلسطين من خلال عدسات السياسة الباردة أو تقارير الأمم المتحدة الرتيبة؛ فالتاريخ يشهد: سقطت إمبراطوريات، وتهاوت جيوش، لكن الفلسطينيين ظلوا صامدين من الثورة العربية عام 1936 إلى الانتفاضة الأولى عام 1987، ومن حروب غزة المتتالية إلى سوق الفلاحين اليوم، تتكرر الرسالة ذاتها: لا يمكن اقتلاع شعبٍ قرر أن يعيش.
سوق الفلاحين ليس مجرد مكان للبيع والشراء، بل هو مسرح ملحمة إنسانية تُعيد غزة من تحت الأنقاض إلى ساحة الحياة، إنه رسالة بأن من يملك الإرادة يملك المستقبل، وأن فلسطين ليست مجرد أرض، بل هوية وروح ومستقبل لا يمكن اجتثاثه، غزة اليوم، كما كانت دائمًا، تقدم للعالم درسًا لا يُمحى وهو : في مواجهة الاحتلال، الصمود هو السلاح الذي لا يُهزم. (İLKHA)
تنبيه: وكالة إيلكا الإخبارية تمتلك جميع حقوق نشر الأخبار والصور وأشرطة الفيديو التي يتم نشرها في الموقع،وفي أي حال من الأحوال لن يمكن استخدامها كليا أو جزئياً دون عقد مبرم مع الوكالة أو اشتراك مسبق.
دعا الأستاذ عبد الله أصلان إلى تطهير تركيا من العناصر الضارة في المنتجات والأيديولوجيات والقوانين، مشيرًا إلى مخاطر الكحول والمخدرات والفساد الغذائي، كما انتقد القوانين التي تروج للفساد الأخلاقي وحذر من تأثير قانون المناخ على استقلال تركيا، مؤكدًا أن التخلص من الفكر الكمالي ضروري لتحقيق النهضة.
يُوضح اللأستاذ عبد القادر توران تورط بعض السياسيين والصحفيين في الشرق الأوسط بالكذب والتضليل بشكل ممنهج، ليس كشكل فردي، بل كجزء من ولائهم للقوى الخارجية، فالكذب لديهم ليس مجرد خداع، بل هو تجديد لعهد الخضوع لأسيادهم، تمامًا كما تفعل الجيوش التابعة في قمع شعوبها.
أكد الأستاذ عبد الله أصلان أن ورشة عمل حزب الهدى في ديار بكر تناولت حل القضية الكردية بحلول إنسانية، دون المساس بوحدة الدولة، ومع ذلك، أثار مستشار الرئيس جدلًا واسعًا باتهام المشاركين بالخيانة، ما لاقى ترحيبًا من معارضي أردوغان، هذا الموقف يثير تساؤلات حول محاولات فرض أجندات سياسية، ويجب معالجة القضايا بوضوح للوصول إلى حلول عادلة ومستدامة.